- لا تصاحب إلا مؤمناً ذو خلق
عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ),
رواه أبو داود
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)
,رواه الترمذي .
عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال:
« من ذكَّركم بالله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله »
.مسند أبي يعلى الموصلي. "
وكان محمد بن واسع يقول :
ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث :
صاحب إذا اعوججّت قوّمني ،
وصلاة فى جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها ،
وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل علي فيه تبعة. . .
وقال أحد الصالحين :
عليك بصحبة من تذكرك الله عز وجل رؤيته وتقع هيبته على باطنك ويزيد فى عملك منطقة ويزهدك فى الدنيا عمله ولاتعصى الله مادمت فى قربة يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله . . .
وكان الربيع بن خثيم يدخل على ابن مسعود من غير إذن فإذا صار عنده لم يؤذن لأحد بالدخول عليه حتى يخرج الربيع وكان ابن مسعود يرى من صفاء نفس الربيع وإخلاص قلبه وإحسان عبادته ما يملأ فؤاده أسى على تأخر زمانه عن النبي صلوات الله عليه وحرمانه من صحبته وكان يقول له:
( يا أبا يزيد ما رأيتك مرة إلا ذكرت المخبتين ولو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك )
قال الشاعر:
تجنب قرين السوء واصرم حباله
فإن لم تجد عنه محيصاً فداره
وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه
تنل منه صفو الود ما لم تماره
وقال مالك بن دينار:
إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار.
وأنشد:
وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا
وصاحب شرار الناس يوما فتندما
وليتوافر الحب والتآخى بين الطرفين يجب أن يتحلى كلاً منهما بــ
- الصراحة .. لابد أن يتوفر عنصر الصراحة بين الأخوان الذين ينوون أن تبني الاخوة بينهم وتستمر
- حب الخير للطرف الثاني
- أن تفرح لفرحها وتحزن لحزنها ..
وتواسيها وتؤازرها في أوقات المحن والشدائد وتساعدها بقدر استطاعتها عند الحاجة.
- الإيثار
قال تعالى :
( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
,سورة الحشر :9.
- الدفاع عن الاخ في الحق
- الظن به خيراً
- سلامة الصدر من الطرفين ..
بحيث لا يكون هناك أي نوع من أنواع البغض أو الحقد أو الحسد أو الغيرة أو أو
- السؤال عنه إن غاب وإظهار الإهتمام بالطرف الأخرفذلك يوثق عُرى الحب فى الله
- الهدية
في سنن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( تهادوا تحابوا )
,إسناده حسن.
- الدعاء لاخيك بظهر الغيب.
- التزاور فى الله والبذل فى العطاء .
- حفظ السر.
- إخبار من تُحبه بَحُبكَ .
فعن المقداد بن معدِيكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ)
. رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
** قيل :
من لم يكن بين إخـوان يسر فإن أوقـاته نقص وخـسران
وأطيب الأرض ما للنفس فيه تقى سم الخياط مع الأحـباب ميدان
وأخبث الأرض ما للنفس فيه أذى خضر الجنان مع الأعداء نـيران
** وقفة يسيرة **
قال تعالى :
( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) ,
الفرقان:27- 29
ذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال:
كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما، فيقول الله تعالى :
( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى:
( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )
** ثمرات الحب والتآخى فى الله **
• من أحب فى الله فقد استكمل الإيمان :
فعن أبي أمامة رضي الله عنه من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان .
رواه أبو داود
• المتحابين فى الله فى ظل الرحمن يوم القيامة
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله يقول يوم القيامة :
( أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي) .
وذكر صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
(... وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ...) .
رواه البخاري ومسلم
• المتحابين فى الله على منابر من نور
روى الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ).
وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء) , قيل: من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : ( هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس) ، ثم قرأ: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .
فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال:
(هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ,
رواه أحمد
• المتحابين فى الله وجبت ْ محبة الله لهم
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى شَابٌّ بَرَّاقُ الثَّنَايَا وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوا إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ .
فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي -قَال- فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ:
وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ لِلَّهِ .
فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ . فَقَالَ : آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ . فَقَالَ : آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ .
قَالَ فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ:
أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
( قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحبِتي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ )
. رواه مالك وصحح إسناده ابن عبد البر والمنذري والنووي.
قال تعالى :
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ),
سورة الحجر
** قالوا عن الأخوة فى الله **
- سُئِلَ محمد بن المنكدر ما بقي من لذة في هذه الحياة ؟ قال:
لقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم .
- سئل سفيان: ما ماء العيش؟ قال:
'لقاء الإخوان'.
- وقيل:'
حلية المرء كثرة إخوانه'.
- وقال خالد بن صفوان:
'إن أعجز الناس من يقصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم'..
- كان الفضيل يقول :
إذا ظهرت الغيبة: ارتفعت الأخوة في الله.
- قال النخعى :
لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب يذنبه ، فإنه يركبه اليوم ويتركه غداً .
- كان يقول أبو معاوية الأسود :
إخوانى كلهم خير منى ، قيل وكيف ذلك ؟ قال : كلهم يري لى الفضل عليه ومن فضلنى علي نفسه فهو خير منى .
- قال بعض العلماء :
إذا قال الرجل لأخيه : قم بنا ، فقال : إلى أين ؟ فلا تصحبه ، وقال الأخر : من قال لأخيه أعطنى من مالك فقال : كم تريد ؟ ما قام بحق الإخاء
لا يسألون أخاهم حين يندبهم للنائبات على ما قال برهانا
بعض المصادر التى تمّ الإستعانة بها :
1) المعجم الوجيز
2) مختصر منهاج القاصدين للمقدسي رحمه الله
3) محاضرة الحب فى الله للشيخ الدكتور / عمر عبد الكافى حفظه الله
4) إحياء علوم الدين المجلد الخامس للإمام الغزالى رحمه الله
وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
احببت ان تشاركون في القراءه