قـــال لي مـــولاي : (
و اصبـِر نَفسك مع الذين يدعون ربهــُم بالغدوةِ و العَشيّ يُـريدون وجهـه و لا تعدوا عيناك عنهُم تُـريدُ زينة الحيوة الدُنيا )
** هــــــذه الآيه إهــــــداااااااء : لمـن وجـدرفيقاً يُشاطرهُ الطريق .. فسار معهُ زمناً ثُـم هجره ..
لمـن يستحي من مُصاحبة الأخيار و الأبرار ..
و لمن تعلق قلبُهُ بمتاع الدُنيا .. فلا يصبر على مُجالسة الذين يدعون ربهم ..
** الذين يدعون ربهم ... هُـم أقوامٌ حدا بهم حادي (( حي على الفلاح )) فيممـوا وجوههُم شطره وخلَّفوا الدُنيا ورائهُم ...
هُـم أقوامٌ جعلوا أنفُسهُم وقفاً لله تعالى فليس لأنفُسهم نصيب ..
هُم الين يدعون ربهم صباح مساء فالله غايتهُم لا يتحولون عنه و يبتغون رضاه ...
هم حملة مشعل و منارات الهداية ، و على أمثالهم تقوم الدعوة إلى الله تعالى ...
و هؤلاء هم الذين أُمر محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على مُجالستهم بلا ملل و لا ضجر ...
و أُمر أن يُصاحبهُم و يُعلمهم ...
فــــأيـــن أمثـــــالهُم اليــوم ؟؟؟ قُــــم و ابحث عنهــُم فهـُم ذخـٌر ... و زاد ... و غنيمـة ..
و لكن لماذا و اصبـــر نفسك ؟؟؟ ** ذلك لأن الأمر شاقٌ على النفس .
فالنفسُ تواقةٌ إلى البُهرُج .. يأخُذ الدُنيا بشغاها هي مولعةٌ بالراحة و الدعة .. تُحب التحرُر من القيود و التفلُت من الأوامر ...
و حــالُ هذه الثلة الصابرة لايُعجبُها و لا يروقُ لها ...
فلا زُخرُف معهُم و لا بُهرج لأنهُم يطلبون الجنــــة ...
و ليــس لهم راحة و لا دعة إنما هو السعي الحثيث و التواصي على الاستمرار في الطاعة دوما ...
فكيــف تطيــــق النفس كُــــل هــــذا ؟ّ إذاً ؛ أنت بحاجة للصبر على مُخالطة هذه الجماعة لأنك من سيذوق حلاة مُخالطة هذه الكوكبة الإيمانية .. فقــــط اصبر نفسك .
و إلى لقــأءٍ آخــر بإذن الله